العرب وفضائل علم النسب والحاجة اليه

العرب وفضائل علم النسب والحاجة اليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لابد من معرفة لفظة (عرب) التي حفضتها كتب التاريخ والأدب وتغنى بها الأدباء والشعراء فالمقصود بمعناها الحالي هي أمة متميزة لها كل مقومات القومية من لغة وارض وتراث تاريخي مشترك وأحاسيس موحدة تشد المنتسبين أليها من الذين تعنيهم هذه اللفظة
الرأي الاول   وأعمها  أن العرب سموا عرباً لان(يعرب) بن قحطان أول الناطقين بالعربية وقد ادعى أولاده نسبه أليه في ذلك بقول شاعر الرسول (ص)حسان بن ثابت تعلمتم من منطق الشيخ يعرب
                          أمينا فصرتم معربين ذوي نفرً
وكنتم قديماً مالكم غير عجمةَ
                           كلاماً وكنتم كالبهائم في الغفر
الرأي الثاني   أن لفظة عرب مشتقة من الأعراب . وهو الاباءه في الكلام ويقال أعرب عن الشيء أي أفصح عنه.. وقد اشتقت تسميتهم منها وذلك لاشتهار العرب بهذه الصفة لان الغالب عليهم البيان والبلاغة . وقد وردت كثير من الآيات مرادفة للفصاحة والاباءة عن وصفها اللغة التي تحدث بها القرآن الكريم (أنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تتقون) فالعرب هم أهل الحضارة وتاريخ امتد لألآف السنين. فقد اهتم العرب بعلم الأنساب واعتبروه من الأمور المطلوبة لما يترتب عليه من الأحكام الشرعية
 وقظايا الميراث والنكاح.أن اصل النسب هو سبب التعارف وسلم التجاذب والتواصل والتآزر بتعاطف الأرحام عليه . قال تعالى (يأيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) فالنسب أساس الشرف وميزان الفصل قال الشاعر.
قبيلة المرء أثياب يقاس بها
                          ولا يهاب إذا في الثوب نقصان 

وموطن العروبة يعرف الصحيح من اللصيق والمفتعل من العريق وقد أكدت الشريعة السمحاء بإكرام الشريف والتحري عن المنابع الكريمة في الزواج وفي النسب عز ومدعاة للقوة مما عرفت أفرادا من البشر أو قبائل وتجمعهم رابطة النسب فان قلب كل واحد منهم يحن للآخر ونفسه تتشوق للاحتكاك به والتقرب والتودد والأخذ بيديه والقيام بمصالحة ودفع الضيم عنه وسد حاجته ولا توجد هذه في خلد أي فرد منهم (الاتوجد مثلها في الطرف الآخر ) فالنسب متعه قال عز من قال ( ولولا رهطك لرجمناك) عن قصة شعيب عليه السلام . عندما خرجوا عن طاعته . وعثو في الأمر فسادا. فالإسلام أمر بصلة الأرحام ونهى وتوعد على قاطعيها لكي لا تتخاذل الهمم وتتدابر الوجوه . وقد أمر الله نبيه محمد (ص)    (أن انذر عشيرتك الاقربون) وذلك ليكونوا عوناً له في دعوته
وأنصارا له في رسالته وكما جاء في وصية الأمام علي (ع) إلى أبنه الحسن (رض) (أكرم عشيرتك الاقربون ) فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي أليه تصير . وسيفك الذي به تصول . ولا ينبغي للرجل أن يستغني عن عشيرته وان كان ذو مال أو جاه فانه يحتاج أليهم في الدفاع عنه بأيديهم والسنتهم والالتفاف حوله ومواساته وشد أزره أن نزلت به نازله أو حلت به مصيبة ومن فض يده عن عشيرته فقد فض يداً واحدة وقضت عنه أيادي كثيرة فالفرد لايعني الجماعة بقدر ما للجماعة في دور من حماية الفرد والدفاع عنه ومساعدته قال الرسول (ص) (يد الله مع الجماعة) ومن شذ شذ إلى النار . أنما يؤكل الذئب من الغنم القاصية). ومن عرف نسبه صح شرفه وحسن خلقه واصلب عوده وطاب نسبه ولذلك يتنافى عن تعاطي الرذائل حفاظاً على سمعته من التلوث وقال الشاعر: 
 وما الفقر عيب فالرجال وإنما
                          خلو الفتى عن مجده أشنع الفقر
وقد اهتم العرب بعلم الأنساب وقد برز منهم الخليفة الأول أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) وعقيل ابن أبي طالب (رضي الله عنه) والنجاربن آوس بن حارث من قضاعة ودغفل بن حنظلة من ربيعة من بني شيبان . سأل يوماً بمن نلت هذا يادغفل : قال بقلب عقول ولسان مسؤول
 ولازال العربي يعتز بنسبه بالإضافة إلى اعتزازه  بالصفات الحميدة . التي توارثها عن الأجداد من نخوة وشهامة وحماية الجار والدفاع عنه وإكرام الشرفاء ورعاية الحرمات وحفظ العهد ورعاية الذمم وللعرب تقسيم تقليدي حيث قسم إلى ثلاث طبقات سميت الطبقة الأولى بالبائدة والثانية العاربة لإعراقها في العروبة والثالثة المستعربة.

العرب البائدة 

هذه الطبقة أقدم الطبقات أعراقاً في العروبة أو العرب الصرحاء وكان يعيشون في الجهات الجنوبية من الجزيرة العربية واقاموا دولاً تسودها انظمة اجتماعية راقية كدولة سبأ وحمير وبرعوا في الصناعة والتجارة وكدليل على أهم معالم تحظرهم ( سد مأرب) لخزن المياه فيه للزراعة والمصادر العربية تنسب هذه الطبقة الى قحطان واشهر أولاده يعرب وليعرب يشجوا الذي أعطي سبأ ولهذا حمير وكهلان وهم الاصل لجميع القبائل القحطانية وقد صار الامر الى حمير بعد ابيه وتظم قبائل عديدة أمثال عاد وثمود وطسم وجديس وجرهم والعمالقة وقد بادت هذه الاقوام فليس هناك في الارض أحد منهم وقد عاشت هذه القبائل في الجزيرة العربية ولم يبق من آثارهم شيء ألاماذكره القرآن الكريم بقوله تعالى ( ألم ننبأكم نبأ الذي من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لايعلمهم ألا الله )

العرب العاربة:

وهم أكثر العرب أعراقاً في العروبة ومن العرب الصرحاء وكانوا يعيشون في الجهات الجنوبية من الجزيرة العربية . وأقاموا دولاً وأنظمة اجتماعية راقية كدولة سبا وحمير . وبرعوا في الصناعة والتجارة . وكدليل على أهم معالم تحضرهم هو سد مأرب وتنتسب العرب العاربة الى قحطان واشهر أولاده (يعرب) وليعرب الذي أعقبه (سبأ وحميروكهلان) وهم الاصل لجميع القبائل القحطانية وقد صار الآمر إلى حمير بعد ابيه وضل ملكاًُ خمسين عاماً وأول ملكاً يوضع التاج على رأسه من ملوك اليمن إلى أن أدركته المنية وهو شيخ هرم وقد انتهى الآمر إلى أخيه كهلان والى كهلان تنسب معظم القبائل القحطانية المعروفة (زبيد- طي- الازد)


العرب المستعربة:
وهم أحدث طبقات العرب وهم ينتسبون إلى نبينا إسماعيل ابن نبينا إبراهيم (عليهما السلام) الذي صاهر قبيلة جرهم أحدى القبائل القحطانية التي نزلت مكة مهاجرة ً من اليمن ومن أحفاد إسماعيل – عدنان الذي تنسب له هذه الطبقة .
وعرفت بالعدنانية . ولعدنان عدة أبناء اشهرهم (نزار-أياد- وقنص) ولنزار أربعة من الأبناء هم ( مضر – ربيعه – اياد – وانمار) وهم الذين تنسب أليهم معظم القبائل العدنانية ومنهم قبيلة ( قريش) التي ينسب إليها الرسول الكريم (محمد ) (ص) اشرف الخلق أجمعين.