علاقة البو مفرج مع قبيلة العبيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن علاقة آلبو مفرج مع العبيد علاقة قديمة بدأت من تاريخ نزوح قبائل الآزد من اليمن في عصر الملك عمر بن عامر وخروجهم معاً من اليمن صوب الجزيرة العربية وضل التآلف بين العبيد والبو مفرج إلى يومنا هذا. وقد اختلف كثير من المؤرخين والنسابة في طبيعة هذه العلاقة . وهناك كثر من التساؤلات على المحيط العشائري وحتى بين العبيد والبو مفرج أنفسهم . هل هي علاقة تجاور بين قبيلتين كما يدعي البعض أم هي علاقة مصاهرة . أم هناك ماهو أسمى من ذلك هو وجود ترابط قربى ونسب بين القبيلتين .أن هناك جملة من الأحداث التاريخية المترابطة تعزز وتؤكد الرأي الأخير من ان البو مفرج والعبيد هم أولاد عمومة تربطهم رابطة النسب وهذا ما يؤكده بعض النسابة والمؤرخين (كما ورد في سبائك الذهب للسويدي ص75 بأن العبيد هم أولاد عبرة بن زهران والبو مفرج هم أولاد مالك بن زهران . وهذا يعني إن العبيد والبو مفرج هم أولاد عمومه . ومن القبائل الزهرانية الازدية – بالاضافة الى ماورد في كتاب ( الكرمه) للباحث في علم الأنساب ( الأستاذ ثامر العامري) بأن العبيد والبو مفرج هم أولاد عمومة وكما قال الشاعر .
أما العبيد فأعماما لنا سند
أولاد عبرة هذا أصلهم حسبا
كما يؤكد ويعزز هذا الرأي الترابط الحميمي والتعامل اليومي في المحيط العشائري بين العبيد والبو مفرج فالعبيد عندما يتحدثون عن البو مفرج يقولون أولاد عمومتنا وكذلك الكثير من البو مفرج ولو لم تكن علاقة عمومة كما يدعي البعض فبالا مكان أن تتعرض هذه العلاقة إلى مختلف الظروف الاجتماعية . والمعروف عن القبائل العربية هي في ترحال دائم طلباً للكلأ والماء ولتضارب المصالح قد ينشأ بينهم الخلاف والاقتتال ألا أن هذا لم يحدث كما حدث في معظم القبائل العربية المتجاورة . وليس هنالك في التاريخ القبلي ( قبيلتين نزحت من اليمن في العهد الجاهلي ولحد الآن تبقى متلازمتين ومتحاورتين لهذا لتاريخ . مثل علاقة البو مفرج والعبيد . ولاتزال تلك العلاقة تحظى بتقدير واحترام والحرص على ادامة هذه العلاقة بين القبيلتين. كما أن هناك مايثبت ويؤيد هذا الرأي والأحداث التي مرت بها القبيلتين على مر العصور وهنالك بعض الحوادث التاريخية المهمة على تلاحم تلك القبيلتين يورده النسابة (الملا محمد خورشيد) في كتاب البو مفرج عبر التاريخ.كانت قبيلة البو مفرج تسكن منطقة (دير الزور) وكانت
قبيلة الموالي تأخذ ( 1/5 ) خمس من حاصل المحاصيل الزراعية ولسوء تصرف شلتاغ شقيق الأمير كنعان أمير الموالي مع قبيلة البو مفرج مما حدى بقبيلة البو مفرج الإغارة على شلتاغ وحراسه وقتلهم جميعاً وقد أدى هذا الفعل إلى أن تتقاتل قبيلة البو مفرج مع قبيلة الموالي . وقد دفع هذا قبيلة البو مفرج أن تنتخي بقبيلة العبيد التي كانت تتجول في الجوار من الجزيرة الفراتية وكان يقودها آنذاك (حمد المشهد الكصبه) حيث أرسل محمد الخطيب المفرجي من فخذ البو صالح شعراً قال فيه :-
أباي من كهلان وأرباب العلى
نسل الملوك عمومتي من حميري
ويقصد بها قبيلة العبيدوقد حارب العبيد قبيلة الموالي مع البو مفرج على أثر ذلك ودخل البو مفرج العراق في الجزيرة الفراتية قرب حديثة . حتى نشبت الحرب بين قبيلة العبيد وقبيلة شمرعام 1217 هـ حيث قاتلت البو مفرج مع قبيلة العبيد بزمن الشيخ علي بن حمد بن ظاهر بن نصيف وقد أعطت آلبو مفرج في معركة (العبرة) (160) فارس ودخلت البو مفرج مع العبيد منطقة ( العيث) وهي منطقة الحويجة وعلى أثر هذه المعركة سمي البو مفرج ( لهامة الرصاص) حيث يجدون الرجل منهم قد خر صريعاً وفمه مملوء بالرصاص . وفي معركة قبيلة
العبيد والبو مفرج من جهة وقبيلة العزة من جهة في منطقة الخالص والعظيم . عندما اعتدت عشيرة العزة على بعض الأفراد من قبيلة البو مفرج في زمن الشيخ مزهر العاصي شيخ قبيلة العبيد والشيخ حبيب الخيزران شيخ قبيلة العزه . كما أن الأمس ليس ببعيد عندما اعتدت عشيرة العنبكية على عشيرة البو مفرج وقتلت احد رجالها المعروفين ( من آل العبلي) مما دفع قبيلة العبيد أن تنتخي الى قبيلة البو مفرج وتجمع أبناء القبيلتين وبحضور الشيخ أنور العاصي الذي قال في كلمته أمام جموع المسلحين من القبيلتين (أن آل العبلي كلادة البو مفرج) والبو مفرج كلادة العبيد . وكان ذلك اليوم يشكل حدثاً مهماً في تاريخ العلاقة بين العبيد والبومفرج وحدثاً مهماً في حياة البو مفرج حيث نجد في هذا الحشد وحدة القبيلة من الشمال الى الجنوب وهي تحمل السلاح للمطالبة بالثأر والقصاص للدفاع عن مصالح هذه القبيلة العربية الأصيلة وحملت الرايات (البيارغ) وألقيت الهوسات الشعبية . انه كان بحق عرساً عشائريا ً كبيراً ومن الهوسات التي ألقيت
( العبد لوما العبد ماثار ألك دخان)
( العبد لوما العبد ماثار ألك دخان)
العبد كل العبد اليوم بالميدان
وكفتكم جبيرة وبيها رفعة شان
اعرض لابن العم تحتاج ايامة
كما يؤكد هذا الترابط النسبي بين الطرفين الحادثة
المعروفة لدى القبيلتين عندما كان ساري بن علو من قبيلة البو مفرج من البو صالح عاصر الشيخ ظاهر بن نصيف بن شاهر شيخ العبيد. وكان رجلاً كبيراً وشجاعاً ومطارداً من قبل السلطات العثمانية آنذاك . مما حدى بساري العلو بذل كل الوسائل لإخفاء شيخ العبيد وذهب به إلى صحراء النجف وأكرمه جميع ماله . وعندما أصدر الباب العالي حكم الاعفاء عن شيخ العبيد وكان ساري بن علو من المقربين إلى الشيخ وقد أوصى شيخ العبيد وصيته المعروفة أو المثل السائد لدى البو شاهر ( عليك بالعصيب والعيثات وساري العلو .