علاقة
البو مفرج بالنسب الازدي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للحديث
عن قبيلة البومفرج العربية الأصيلة لابد من الرجوع إلى جذورها الغائرة في عمق
التاريخ .فقبيلة البومفرج هم من أبناء (مفرج بن مالك بن زهران بن كعب بن الحارث بن
كعب بن عبدالله بن مالك بن نصربن الازد) والازد عمود من أعمدة النسب العربي القديم
. ويقال (الأسد) والازد من الغوث بن نبت بن زيد بن كهلان . وكهلان هواخو (حمير)
الملك في حمير والعدة والعدد في كهلان فقد كانت كهلان أعظم الأحياء وأمدها فرعاً
فالازد هم كهلانيين قحطانيين من العرب العاربة وموطن القحطانية بلاد اليمن . وبعد
انهيار سد مأرب ارتحلت كثير من القبائل القحطانية من اليمن صوب الجزيرة العربية
والخليج العربي . ألا أن بعض المؤرخين يذكر بان تاريخ نزوح الازد من اليمن قبل هذا
التاريخ عندما علم الازديون بان السد بدأ يفقد مكانته ولامحال من الانهيار . خرجت
الازد في عهد الملك (عمر بن عامر) أحد ملوك اليمن بعد أن قرروا الخروج من اليمن
بحجة أن احد أبنائه قد لطمه أمام مجلس الملك (ملك حمير) متخذا ذلك ذريعة له للخروج
وبعد خروج قبائل الازد من اليمن سكنوا بلاد (عك) ثم نشبت بينهم الحرب ودارت بينهم
معارك سجال . فخرجوا إلى مكة وأقامت الازد فيها
زماناً
فلما رأوا ضنك العيش بمكة ارتحلوا إلى عمان . علماً بأن قبيلة (عك) هي من الازد
وقد أحلتها قبائل (غسان) من مواطنها في اليمن وخرجت وادعت نسبها إلى عدنان وقد قال الشاعر
في هذا:
ألم
تر(عك) هامة الازد أصبحت
مذبذبة
الأنساب بين القبائل
وعقت
أباها الازد واستبدلت به
أباً لم يلدها في القرون الأوائل
وعلى اثر
ذلك تفرقت قبائل الازد إلى ثلاثة فرق رئيسية :
أزد عمان : الذين اتجهوا شرق اليمن وسكنوا
عمان والبحرين وساحل الخليج العربي
أزد السراه: الذين اتجهوا شمال اليمن إلى
جبال سراه وأطلق عليهم أسد السراه
أزد شنوه: الذين اتجهوا صوب الحجاز والجزيرة
العربية فشنوه هم أولاد (نصر بن الازد) فالازد اكثرعرب الجنوب شهرة واتساعاً نظراً
لكثرة القبائل التي تفرعت ومنهم الغساسنة . الذين ملكوا الشام بعد انتزاع لملك من
( الضجاعمة) وجفنه الذين ينتسبون أليه وأول ملوكهم وهو (جبلة بن الايهم) وقد اسلم
في عهد الخليفة (عمر بن الخطاب)(رض) ومنهم بنو خزاعة وهم أبناء عمر بن ربيعة بن
حارثه بن عمر وأدعو خزاعة لانخزاعهم عن قومهم أي افتراقهم عن قومهم الازد عند
تركهم اليمن فنزلوا في مكة وكانوا حلفاء لقريش وكانت
لخزاعة
ولاية البيت الحرام بعد جرهم ولم تزل بيدهم إلى أن باعها رئيسهم ابن (غيشان) إلى
قصي بن كلاب (جد الرسول محمد (ص)) فالازديين الذين اتجهوا صوب عمان كانوا أهم
القبائل التي كانت مستوطنه في عمان عند ظهور الإسلام حتى كانت علما في نفسها وصفت
بديار (الازد) وقال البلاذري( وكانت الأغلبية على عمان الازد) وكانت بيدهم السلطة
والنفوذ الأكبر وقال فيهم الشاعر السيد الحميري.
الازد أزد
عمان الاكرمين إذا
عدت مآثرهم في سالف الزمن
بانت
كريمتهم عني فدارهم داري
والرحب من أوطانهم وطني
ومنهم
الآوس والخزرج . وهم ينتسبون إلى قبيلة العنقاء من ابنه الحارث وقد نزلوا يثرب (
المدينة) ويعرفون بالأنصار لاحتضانهم الدعوة الإسلامية ومناصرة الرسول الكريم (ص)
لدى هجرته إلى يثرب وهناك من يعرفهم بني (قيلة) نسبة إلى أمهم (أم الاوس والخزرج)
ومنهم قبائل البو مفرج والعبيد وهم أبناء ( زهران بن كعب بن الحارث) بن كعب بن
عبدالله بن مالك بن نصر( شنوه) من الازد وهم أزد شنوه الذين اتجهوا صوب الجزيرة
العربية وتهامة وسكنوا بادية العراق وقال
الشاعر
فيهم :
وكنت كمن
كانت له رجلين
رجل صحيحة ورجل بها شيء من الحدثان
فإما التي
صحت فأزد شنوة
وأما التي شلت فأزد عمان
وقد سجل
التاريخ بمداد من ذهب مآثر أولئك الرجال الذين ملكوا الدنيا قسطاً وعدلاً وفيهم عرفت قصص البطولة والاباءة وحفظ العهد وإكرام الضيف ومناصرة الضعيف فمنهم السموئل
وهو صاحب الوفاء المشهور المضروب به المثل كان شاعرا مغلقاً ومن
شعره القصيدة العصماء والتي أولها :
إذا المرء
لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل
رداء يرتديه جميل
ومنهم
المهلب بن أبي صفرة المحارب العنيد الذي حارب المرتدين عن الدعوة الإسلامية منهم
سعد بن أبي عباد (رضي) الصحابي الجليل الذي أجمعت عليه الأنصار بعد وفاة النبي (ص)
وأرادوا مبايعته بالخلافة ويقال أن سعد هذا قد قتلته الجن ومنهم انس بن مالك من
بني النجارخادم رسول الله (ص) ومنهم حسان بن ثابت من بني عدي شاعر رسول الله (ص)
كان يهجوا المشركين ومنهم بنو زريعه وهم أول من اسلم من الأنصار ومنهم الصحابي
نعمان بن عمر صاحب راية المسلمين يوم احد ومنهم الصحابي رافع بن جديع جد الأمام
الشافعي المعروف بإمام احد المذاهب الأربعة ومنهم الصحابي الأنصاري قتادة بن
النعمان من بني نفر شهد بدراً وأصيبت عينه يوم احد فردها الرسول (ص) وكانت أحسن
عين ورأى جبريل مع النبي في صورته ومنهم الجدارة وهم أول من بنو جدار الكعبة فسموا
الجدارة ومنهم أبو هريرة صاحب رسول الله (ص) وصاحب الحديث المشهور ومنهم جذيمة بن
الابرش أول ملوك الحيرة وكعبة بن سوار رئيس القضاة في البصرة وسيد الازد من بني
لقيط قتل يوم الجمل ومنهم خليل بن احمد الفراهيدي من بني فرهود صاحب النحو والعروض
وله أول معجم لغوي شامل وسليمان بن حبيب المهلبي احد أحفاد المهلب بن أبي صفرة كان
أميرا على الاحواز ومن أشراف الازد راشد بن عمر الحديدي من بني حديد قال فيه
معاوية ( والله لو كان من قريش لنازعني الخلافة ) ومنهم عمر بن عبدالله بن كعب بن
حارث الازدي بن عم زهران بن كعب الازدي جد قبيلة البو مفرج وقد وقع في
قومه
خلاف ودماء فأصلح بينهما وحمل عنهم وقد علم القيل الحضوري ملك حمير آنذاك وقال
الملك (تغمد قومه) فسمى غامداً فقال عمر بن عبدالله الازدي:
تحملت
للصلح الثئآيا من عشيرتي
فسماني
القيل الحضوري غامدا
سأل عمر
بن الخطاب (رض) معد بن يكرب عن أحوال قبائل اليمن ومنهم الازد قال عمر ماتقول في
الازد قال (هم أزد الناس أقدمنا ميلاداً وأثبتنا عماداً) قال ماتقول في غسان
منهم قال( اقبلنا للجبابرة واعلانا للمنابرة) قال ماتقول في الآوس والخزرج منهم قال ؟(اعزنا
داراً وانفعنا جاراً وأولنا أسلاما وأكثرنا غلاماً ) قال ماتقول في خزاعة منهم
قال( خيرنا للقريب وامنعنا للغريب) قال ماتقول في أزد السراة منهم قال( احدنا
للقاء واصبرنا في البلاء) قال ماتقول في أزد عمان منهم قال ( أنزلنا للبراح
واطعننا للرماح)( فقال عمر) (رض) احفظوا عن أبي ثور مقالته فمثلها لا يضيع وسأل
عبد الملك بن مروان الهيثم بن الأسود النخعي كيف علمك بقومك فقال النخعي كعلمك
بملك فقال عبد الملك اخبرني عن همدان قال ( أبناء الملوك وفرسان الملاحم) قال
اخبرني عن كندة قال ( أشرافنا
وديباجنا) قال اخبرني عن الازد قال( العدد الأكثر والمخفر الأكبر) وكان يقال لحمير
أرباب العرب ولغسان أرباب الملوك ولكندة كندة الملوك وللازد أسد الناس
وقال
الشاعر فيهم :
الازد لي
نسباً والأصل قحطان
من اجلهم صنعت للحرب تيجان
ابناءعمي
وكل الأرض مسكنهم
الغوث يجمعهم والجد كهلان
نحن الذين
بنينا المجد في يمناً
والشام يسكنها للحين غسان